هل السعر الرخيص يبيع أكثر؟ الحقيقة التي لا يخبرونك بها عن التسعير
هل السعر الرخيص يبيع أكثر؟ السعر العالي ليس مشكلة… إذا كانت القيمة عالية في بداية أي بيزنس جديد، خصوصا لو كنت لسه داخل السوق وبتقدم خدمات أو كورسات لأول مرة، بيظهر قدامك سؤال كبير جدا
كيف تسعر خدمتك؟ هل ترفع السعر؟ ولا تقلله عشان تجيب عملاء أكتر؟
أغلب الناس بتختار الطريق السهل: ينزل السعر.
وللأسف… ده القرار اللي بيدمر 90% من المشاريع الجديدة.
في المقال ده هنعيد ترتيب فكرتك عن التسعير بالكامل. مش بنظريات، لكن بالمنطق والأرقام والمواقف اللي بتحصل فعلا في السوق. وهتفهم ليه السعر العالي مش خطر… بل هو غالبا الطريق الوحيد للنمو.
السعر العالي ليس مشكلة… إذا كانت القيمة عالية
قبل ما ندخل في أي تفاصيل، خليني أقول حاجة مهمة:
رفع السعر مش معناه إنك بتبالغ أو بتظلم العميل.
رفع السعر الحقيقي هو انعكاس للقيمة اللي بتقدمها.
لو خدمتك قوية فعلا، وجودتها ممتازة، فطبيعي يكون سعرها أعلى. الخطأ الحقيقي إنك تقدم خدمة عالية الجودة بس بسعر قليل لمجرد إنك “لسه جديد”.
وده أول وأكبر خرافة لازم تتخلص منها.
الخرافة الأولى: “أنا لسه جديد… لازم ابيع بالسعر الرخيص”
الخرافة الثانية: “كل ما قللت السعر… هتبيع أكتر”
الحقيقة؟
دي واحدة من أكبر الأكاذيب اللي بتضحك على أصحاب البيزنس الجدد.
خليني أوضحها بالأرقام:
افترض إن عندك خدمة سعرها 100.
وعايز تعمل 1000 في الشهر.
هتحتاج تبيع 10 عملاء فقط.
لكن لو نزلت السعر لعشرة…
عشان تحقق نفس الهدف لازم تبيع لـ 100 عميل.
وهنا تظهر الكارثة.
ليه الكارثة؟
لأن معدل التحويل الطبيعي أغلب الوقت حوالي 1%.
يعني:
كل 100 زائر = عميل واحد.
لما تبيع بـ 100
هتحتاج حوالي 1000 زيارة عشان تجيب العشرة عملاء.
لكن لما تبيع بـ 10
هتحتاج حوالي 10,000 زيارة عشان تجيب الـ 100 عميل.
أيهم أسهل؟
إنك تجيب 10 عملاء… ولا 100 عميل؟
طبعا الأولى.
لأن الوصول لألف زائر أسهل مليون مرة من إنك توصل لعشر آلاف.
السعر الرخيص بيزود المجهود… مش الأرباح.
وبيخليك محتاج زيارات أكتر، محتوى أكتر، إعلانات أكتر…
وفي الآخر بتشتغل أكتر… وتكسب أقل.
الخرافة الثالثة: “لو بعت أرخص… هاشتهر”
فكرة إن السعر الرخيص يخلق شهرة هي واحدة من أكتر المفاهيم المغلوطة المنتشرة بين أصحاب البيزنس الجدد. كثير من الناس يظنون أن تخفيض السعر لأقصى درجة سيجعل الناس تتهافت عليهم، وأن الطلب هيزيد بشكل تلقائي، لكن الواقع التجاري بيقول عكس كده تمامًا. الشهرة لا تأتي من السعر الرخيص… بل من القيمة القوية والانطباع الممتاز.
السعر الرخيص يجذب عميل مختلف عن اللي أنت عايزه
السعر الرخيص لا يجذب “الجمهور”، بل يجذب “نوع معين جدا من الجمهور”: العميل الباحث عن الأرخص فقط.
ده العميل اللي يدخل يقارن بينك وبين غيرك بناءً على سعر وليس جودة، واللي يختار أرخص اختيار بلا أي اهتمام بالقيمة أو بالنتيجة.
وده في حد ذاته مؤشر خطر لأي بيزنس. لأن العميل اللي بيبحث عن الأرخص مش بيبني علاقة طويلة مع مقدم الخدمة، ولا بيهتم بتحقيق نتائج حقيقية، هو بس عايز يدفع أقل رقم ممكن… وبس.
العميل الرخيص… أكثر الأشخاص إنهاكًا لمقدم الخدمة
العملاء اللي يجذبهم السعر الرخيص غالبًا بيكونوا الأكثر تطلبًا، والأصعب في التعامل، والأقل تقديرًا لشغلك.
هتلاقيه:
-
يشتكي من تفاصيل صغيرة جدًا
-
يطلب تعديلات كثيرة وبدون حدود
-
يعترض على أي تأخير بسيط
-
يتعامل مع خدمتك وكأنها شيء مجاني
-
وفي النهاية… مش بيشتري منك مرة تانية
بمعنى آخر:
أنت تدفع الثمن… مش هو.
وجود نوع العميل ده في بداية مشروعك بيدمرك نفسيًا وزمنيًا، وبيخليك تشتغل مجهود كبير مقابل عائد قليل، بدون أي فرصة للنمو الحقيقي.
العميل اللي بيدفع سعر أعلى… هو العميل اللي فعلاً محتاج نتيجة
على الناحية التانية، العميل اللي يدفع سعر أعلى عادة بيكون مختلف تمامًا.
ده العميل اللي:
-
جاي لأنه شايف قيمة حقيقية
-
فاهم إن النتيجة الجيدة تستحق استثمار
-
محترم في كلامه وتعاملاته
-
ملتزم بالمواعيد
-
وعايز فعلاً يحقق تقدم في شغله
ده العميل اللي تبني عليه بيزنس طويل العمر.
النوع اللي لما تقدم له قيمة حقيقية… بيرجع لك تاني، ويرشحك لغيره، ويمدح شغلك بدون ما تطلب.
السوق لا يحترم الخدمة الرخيصة
كل سوق في العالم عنده منطق واضح:
“الرخيص لا يُبنى عليه اسم، ولا يُصنع منه براند”.
السعر القليل بيخلق انطباع إن الخدمة ضعيفة، وإن مقدم الخدمة محتاج يخفض السعر ليقدر يبيع.
وده يمنع الناس من احترامك، ويمنعهم من اعتبارك “خبير” أو مصدر ثقة.
أما لما تكون خدمتك ذات قيمة عالية، وسعرها مناسب للقيمة دي، الناس بتتعامل معك على إنك محترف… وليس مجرد مقدم خدمة.
الشركات التي اشتهرت… لم تبن شهرتها بالسعر الرخيص
لو بصيت لأي شركة معروفة في مجالك أو في أي مجال تاني، هتلاقي إن طريقها للشهرة ما كانش إنهم “أرخص حد في السوق”.
بالعكس تمامًا…
أغلب الشركات الناجحة كانت أسعارها أعلى من غيرها، وجودتها أعلى، ونتائجها أقوى.
وده اللي بنى لها سمعة وانتشار وثقة طويلة المدى.
السعر العالي مش أداة للربح بس…
ده أداة لصناعة انطباع قوي، وبناء براند محترم، وجذب نوع العملاء اللي فعلاً يساعدك تكبر. .. والمثال علي كدة منتجات شركه APPLE
خلاصة: السعر الرخيص لا يساعدك… بل يدمرك
في بداية أي مشروع جديد، طبيعي إنك تكون عايز تجذب عملاء بسرعة، وتثبت وجودك في السوق، وتبني اسم له وزن. لكن أكبر خطأ يقع فيه أصحاب البيزنس في المرحلة دي هو إنهم يفتكروا إن تخفيض السعر هو الطريق الأسهل للوصول. الحقيقة إن السعر المنخفض مش بيساعدك… بالعكس، هو واحد من أسرع الطرق لتدمير مشروعك قبل ما يبدأ.
لو هدفك تبني اسم… انسَ فكرة السعر الرخيص
بناء سمعة قوية في السوق مش بيجي من إنك تكون “الأرخص”، ولكن من إنك تكون “الأكثر قيمة”.
العملاء اللي أنت محتاجهم فعلاً – اللي يحترموا شغلك، واللي يقدّروا وقتك ومجهودك، واللي يرجعوا يشتروا منك تاني – دول مش بيدوروا على السعر الرخيص . دول بيدوروا على حد فاهم، خبير، ويقدم نتيجة حقيقية.
والمفارقة العجيبة؟
السعر الرخيص بيبعد عنك النوع ده من العملاء… وبيجذب نوع تاني أنت مش عايزه.
القيمة أولًا… والسعر يعكس قيمتك
بدل ما تفكر:
كيف أخفض السعر؟
اسأل نفسك:
كيف أرفع القيمة؟
ارفع جودة الخدمة.
ضيف عناصر إضافية حقيقية.
قدم تجربة محترمة ومتقنة.
وخلّي السعر يعكس المستوى ده.
لما العميل يشوف إن القيمة عالية، السعر الطبيعي والمستحق مايبقاش مشكلة.
الناس مش بتهرب من السعر العالي… الناس بتهرب لما تشوف إن القيمة ضعيفة، أو الخدمة مش واضحة، أو التجربة مش مريحة.
النجاح يبدأ عندما تقدّم قيمة حقيقية… بسعر يستحقها
لو قدمت خدمة قوية، بطريقة محترفة، وبسعر مبني على قيمة وليس على خوف…
العملاء هييجوا لك حتى لو لسه جديد في السوق.
ساعتها هتبني قاعدة عملاء تحترمك، وهتقدر تشتغل براحة، وتكبر، وتحقق أرباح بدون ضغط، بدل ما تشتغل عشر أضعاف المجهود عشان تطارد ناس جاية تدور على الأرخص بس.
السعر مش وسيلة للانتشار…
القيمة هي الوسيلة.
والسعر العادل هو انعكاس طبيعي ليها.




